يعمل برنامج القسائم النقدية الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان على تسهيل حصول النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية في إندونيسيا على الرعاية

جاكرتا، إندونيسيا - قالت واتي* البالغة من العمر 39 عامًا، وهي أم لطفلين، لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجابية، في عام 2022: "عندما علمت لأول مرة أنني مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، شعرت وكأن عالمي ينهار". 

"الأمر الأسوأ هو أن زوجي كان مريضًا بشدة. لم يستطع العمل. لقد مر علينا وقت لم يكن لدينا فيه أي شيء لنأكله".

لم تكتشف واتي إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية إلا بعد دخول زوجها إلى المستشفى وكانت نتيجة اختبار الفيروس إيجابية. إنها قصة مألوفة، للأسف، بالنسبة للعديد من النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية في إندونيسيا؛ تشير البيانات إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص ليس على علمٍ بإصابته.

واليوم، هناك ما يقدر بنحو 190 ألف امرأة فوق سن 15 عامًا مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية في البلاد. وفي السنوات الأخيرة، قد زادت الإصابات الجديدة بين النساء بنسبة تزيد على 40 في المائة؛ وفي الوقت نفسه، أدى ظهور جائحة كوفيد-19 إلى زيادة تقويض الوصول إلى علاج فيروس نقص المناعة البشرية وتعريض النساء للصعوبات الاقتصادية والتمييز.

قالت الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للإيدز: "يمكن أن تواجه النساء والفتيات صعوبات في النقاش بشأن ممارسة العلاقة الحميمية بشكل أكثر أمانًا بسبب عدم تكافؤ موازين القوى، وغالبًا ما يكون لديهن وصول محدود إلى المعلومات حول الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وموارد أقل للوصول إلى التدابير الوقائية. كما يزيد العنف الجنسي من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية".

"يتطلب القضاء على الإيدز كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030 إنهاء أوبئة من قبيل عدم المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي التي تغذي انتشاره".

تمهيد الطريق للعلاج

وولان*، 39 عامًا، أم عازبة متعايشة مع فيروس نقص المناعة البشرية. فقدت زوجها بسبب مضاعفات الفيروس، ومنذ ذلك الحين، وجدت صعوبة في تغطية نفقاتها. عملت، وهي أم لطفلين، ثلاث ورديات يوميًا، واحدة في مصنع في الصباح، تليها اثنتان في إعداد الطعام في مطعم صغير، حتى أوائل عام 2021، عندما أصابتها رافعة شوكية مما أجبرها على التخلي عن وظيفتها في الطهي.

وعلى الرغم من أنها تعمل ستة أيام في الأسبوع، إلا أن "المال الذي [ت]جنيه من المصنع لا يكفي"، على حد قولها. يصل أجرها اليومي إلى حوالي 5.50 دولارًا.

أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم الضغوط المالية التي تواجهها العديد من الأسر في جميع أنحاء إندونيسيا. أفاد ثلاثة من كل أربعة أنهم جنوا دخل أقل بكثير في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2020 عما كانوا يجنونه في كانون الثاني/يناير من ذلك العام.

بالنسبة للنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، يمكن أن تشكل التكلفة والمسافة والوصم عوائق كبيرة أمام العلاج. يتلقى حوالي واحد من كل أربعة أشخاص مصابين بالفيروس في إندونيسيا العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، وهي أداة علاجية توقف الفيروس عن التكاثر وتثبطه إلى مستويات لا يمكن اكتشافها.

ولتخفيف هذه التحديات، أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان برنامجًا، في عام 2020، يقدم قسائم نقدية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. ومنذ بدايته، شارك ما يقرب من 800 شخص في البرنامج، وحصلوا على قسائم نقدية عند حصولهم على علاج فيروس نقص المناعة البشرية. بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية التي تتراوح بين تقديم المشورة ورعاية الصحة الجنسية والإنجابية.

تعيش وولان على بعد 45 دقيقة بالدراجة النارية من المستشفى، في جريسيك في جاوة الشرقية، حيث تحصل على دواء فيروس نقص المناعة البشرية كل شهر. وقد ساعدها برنامج القسائم النقدية على تمهيد الطريق نحو تحسين رفاهها.

قالت لصندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 2022: "معي المزيد من المال للنقل للحصول على دوائي. ويمكنني استخدام الباقي لتلبية احتياجات أخرى، مثل مصروف جيب أطفالي. لذلك أنا ممتنة. أنا سعيدة لأن الفيروس لا يُمكن اكتشافه الآن".

بناء تعاطف ومجتمع

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضًا على تعزيز شبكات دعم الأقران للنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية في إندونيسيا. التقت وولان لأول مرة بمجموعة الدعم الخاصة بها في المستشفى الذي أحيلت إليه بعد أن ثبتت إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية، وسمعت عن برنامج القسائم النقدية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال أعضاء المجموعة.

قالت: "ليس لدي خيار سوى قبول حقيقة [تشخيصي]. هناك داعمين أقران يقدمون المساعدة. وبعد أن شعرت بالإحباط لبعض الوقت، أشعر بتحسن الآن".

يعمل رزقي، أحد هؤلاء الداعمين، على التأكد من أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعرفون ما يعنيه تشخيصهم وما لا يعنيه. "يعتقد معظم الناس أن حياتك ستنتهي بسبب فيروس نقص المناعة البشرية. لكننا نشارك المعلومات التي تفيد بأنه يمكننا أن نعيش حياة طويلة وصحية".

تدرك أسرة وولان أنها مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وظلت داعمة لها خلال رحلتها للحصول على الرعاية. وتأمل أن تتزوج مرة أخرى، لكنها تخشى ألا تجد شريكًا مناسبًا: "أخشى أنني لن أجد شخصًا يتقبلني، بحالتي وطفليَّ".

ساري*، 37 عامًا، وهي امرأة أخرى مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في مجموعة الدعم في وولان، وجدت شريكًا يمكنها أن تكون على طبيعتها معه.

قالت في عام 2022: "كنت خائفة من إخباره بوضعي حينها. لكنه أخبرني أنه لا داعي للخوف من إنسان آخر. وأضافت: “إنه يتقبلني على ما أنا عليه".

*غُيرت الأسماء لدواعي الخصوصية والحماية