أخبار
القيادات النسائية في جيبوتي يتحدثن علناً ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة
- 25 أبريل 2024
أخبار
مدينة جيبوتي، جيبوتي – "هناك الكثير من الفتيات الصغيرات اللاتي يحملن ويجرين عمليات إجهاض سرية وغير قانونية. تُجبر الفتيات الصغيرات على العمل بالجنس، ويُجبر العديد منهن على الخضوع لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية".
نفيسة، 44 عامًا، هي رائدة مجتمعية من مدينة جيبوتي ومؤسسة جمعية رسمي النسائية، التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية. دفعها لقاء عابر في عام 2011 إلى تبني القضية كمدافعة. "قبل خمسة عشر عامًا، كان مكاني في المنزل، مع الأطفال، وكان هذا كل ما في الأمر".
وفي أحد الأيام، بدأت محادثة مع جارتها فردوسة*، التي كانت تعمل بالجنس. وأكدت فردوسة أنها تعرضت للعنف من بعض العملاء، وأنها كانت تعيش في سكن غير آمن مع العديد من العاملات بالجنس. وقالت إنها شعرت بالعزلة والضعف بسبب التمييز من الآخرين في مجتمعها.
وسرعان ما أصبحت الجارتان صديقتان مقربتان، وأدركت نفيسة أن الأعراف الاجتماعية والتابوهات والصمت كانت الأسباب الجذرية للعديد من المشاكل التي تواجه النساء والفتيات في مجتمعها. "إنها امرأة مثلي، ونحن متشابهتان في كثير من النواحي".
عندئذ أسست "رسمي" للمساعدة في محاربة الأعراف الاجتماعية الضارة وكسر حاجز الصمت المحيط بها. ما بدأ كمجموعة صغيرة غير رسمية سرعان ما تطور إلى مجتمع تشعر فيه النساء بالأمان للتعبير عن أنفسهن دون إصدار أحكام.
الآن تقدم عضوات "رسمي" الدعم للناجيات من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى تقديم المشورة بشأن قضايا الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية الأخرى. وقالت نفيسة: "بفضل تواصلنا، أصبح عدد أكبر من الأمهات على دراية بمعاناة بناتهن، ويتم إنقاذ العديد من الفتيات".
بناء التحالفات
قالت إيمان، وهي رائدة مجتمعية في بالبالا، جنوب مدينة جيبوتي: "جاءتني الدورة الشهرية لأول مرة بعد وفاة والدتي، لذلك كان علي أن أتحدث مع والدي حول هذا الموضوع. كان الأمر صعبًا. لقد كان من الصعب جدًا التحدث عن الأمور الأنثوية الحميمة معه، كونها من المحظورات.
وكانت إيمان قد تعرضت لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية عندما كانت طفلة، مما كان يسبب لها آلامًا أثناء الدورة الشهرية. وبسبب افتقارها إلى المعرفة بالمشكلة، لجأت إلى والدها. "لقد استمع لي وتعلم أن يدعمني. وبعد ذلك رفض أيضًا إجراء الختان لأخواتي الأصغر سنًا”.
تعاني جيبوتي من أعلى معدلات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في العالم، حيث تتعرض لهذه الممارسة أكثر من 70 في المائة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة - ذلك بالرغم من انخفاض هذه النسبة في السنوات الأخيرة من 93 في المائة بفضل مبادرات المناصرة والمبادرات القانونية.
قالت إيمان: "أود أن أخلق المزيد من الرجال على غرار والدي. عدد قليل جدًا من الرجال يتحدثون علنًا، لذا فإن مهمتي هي منحهم الشجاعة. ولإنقاذ الفتيات، يجب أن نصل إلى آبائهن”.
يعمل والد إيمان جنبًا إلى جنب معها، للضغط من أجل إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث مع المنظمة غير الحكومية Caravanes et Savoirs du Désert (قوافل المعرفة في الصحراء)، وهي مجموعة متنقلة من الممثلين الذين يؤدون مسرحيات لرفع مستوى الوعي حول موضوعات حساسة مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وغيرها من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويأملون بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في بناء تحالف من الرجال والفتيان ضد الممارسات الضارة.
وأوضحت إيمان: "لقد تعلمت التمييز بين الجوانب الإيجابية في ثقافتنا والجوانب المظلمة التي يجب تسليط الضوء عليها. يجب على الرجال أن يفهموا أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لا يشكل عبئاً على المرأة فقط - فالعنف ليس أبداً قضية نسائية فقط."
كسر الصمت
تعد جمعيات نفيسة وإيمان جزءًا من شبكة Elle&Elles (‘هي وهن‘) التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والتي تم إطلاقها في عام 2021 لتقديم الدعم والتدريب للقيادات النسائية اللاتي يدافعن عن صحة النساء وحقوقهن في بعض المناطق الأكثر حرمانًا في جيبوتي.
قالت إيمان: "لقد فتح الانضمام إلى الشبكة طريقًا جديدًا بالنسبة لي. لقد تم تدريب جمعيتي، وأصبحنا جميعًا مثقفات للأقران. الآن أشارك قصتي مع الفتيات الصغيرات اللاتي يبحثن عن شخص يستمع إليهن، تمامًا كما كنت من قبل.
"قصتي، التي كانت محاطة بالصمت، أصبحت رمزًا للأمل والصمود، مدعومة بقوة استماع والدي ومحبته".
تتكون الشبكة حتى الآن من ثماني جمعيات، تضم كل منها ستة معلمات دربهن صندوق الأمم المتحدة للسكان ويشاركن في التوعية بشأن حالات الحمل غير المرغوب فيه، وإدمان المخدرات، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والعدوى المنقولة جنسيًا، وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. ويتم تدريب الأعضاء أيضًا على التواصل مع المجتمعات المحلية لمنع حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي وإحالتها.
وقالت عائشة إبراهيم جمعة، رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في جيبوتي: "تجسد شبكة ‘هي وهن‘ قوة وإصرار هؤلاء النساء والفتيات الملتزمات بخدمة مجتمعاتهن".
منذ عام 2021، وصلت الشبكة إلى أكثر من 4,000 شخص. وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، أصبحت منظمة نفيسة منذ ذلك الحين المأوى الأول والوحيد في جيبوتي للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي يوفر المأوى والمشورة والغذاء والملابس.
وقالت نفيسة: "نحن نمنح النساء الشجاعة. نحن نمنحهن الأمل، وإذا تمكنت من مساعدة شخص واحد فقط، فهذا نجاح".
*تم تغيير الاسم لأغراض الخصوصية والحماية