أخبار

في عيد الأم لهذا العام، إليك 5 أسباب للاحتفال بالأمومة – الاختيارية

أم ترفع طفلها إلى وجهها، والطفل يمد يده إلى وجه الأم.
هنرييت أكاييزو، 19 عامًا، مع ابنها في رواندا. في هذا الشهر، وبينما تحتفل أكثر من 100 دولة بعيد الأم، فإننا نلفت الانتباه إلى قوة وأهمية ممارسة الاختيار في الرحلة إلى الأمومة - وممارسة الاختيار هي قوة ممنوحة لقلة قليلة للغاية. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان/جادويجا فيجولا
  • 10 مايو 2024

الأمم المتحدة، نيويورك – لكل امرأة الحق في اختيار ما إذا كانت تريد أن تصبح أماً أم لا. ولكن في الواقع، تواجه ملايين النساء والفتيات معدلات مرتفعة من العنف الجنسي، وعدم القدرة على الوصول إلى وسائل منع الحمل، وقوانين وأعراف مقيدة مما يكبح استقلاليتهن الإنجابية. بالنسبة لهن، فإن القرار الإنجابي الأكثر أهمية في حياتهن، ليس اختيارًا على الإطلاق.

في هذا الشهر، وبينما تحتفل أكثر من 100 دولة بعيد الأم، فإننا نلفت الانتباه إلى قوة وأهمية ممارسة الاختيار في الرحلة إلى الأمومة - وممارسة الاختيار هي قوة ممنوحة لقلة قليلة للغاية. أدناه، نستكشف سبب تجذر خيار الأمومة في حقوق الإنسان، ونحتفل بالمكاسب التي تحققت في تمكين النساء ونسلط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الدعم. فيما يلي خمسة أسباب لدعم حق الاختيار في عيد الأم لهذا العام.

1. لأن الافتقار إلى الاختيار يضر بالمساواة والصحة والرفاه الاقتصادي.

أم تحمل مولودها الجديد، وكلاهما مستلقي على سرير
أم وطفلها الرضيع في مستشفى المُخا في غرب اليمن. يجب أن تكون النساء والفتيات قادرات على ممارسة حقهن في اختيار ربغتهن في الإنجاب من عدمه وتوقيته ومع من سيتخذن هذا القرار. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن

في جميع أنحاء العالم، هناك عدد لا يحصى من النساء والفتيات غير القادرات على اختيار رغبتهن في الإنجاب من عدمه أو توقيت الإنجاب أو مع من سيتخذن هذا القرار- مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة بالنسبة لهن ولأسرهن والمجتمعات بأكملها. وهذا صحيح سواء أصبحت المرأة أمًا دون أن ترغب في ذلك، أو إذا رغبت في أن تصبح أماً ولكنها لا تستطيع ذلك.

على الصعيد العالمي، ما يقرب من نصف حالات الحمل غير مقصودة. وتشير الأدلة إلى أن حالات الحمل غير المقصود ترتبط بانتهاكات حقوق الإنسان، والضيق النفسي، وسوء معاملة الأطفال، وتأخر وانخفاض معدلات رعاية ما قبل الولادة، ومعدلات الرضاعة الطبيعية والتطعيم، وارتفاع معدلات وفيات الأمهات بسبب عمليات الإجهاض غير الآمنة. إن النساء اللاتي يرغبن في الأطفال ولكنهن لا يستطعن إنجابهن - سواء بسبب العقم أو الضغط الاقتصادي أو لأسباب أخرى - غالبًا ما يعانين نفسيًا، وفي وقت لاحق من الحياة، ماليًا، ويمكن أن يتعرضن لوصم مجتمعي.

وفي الأساس، فإن حرمان الناس من قدرتهم على الإنجاب يقوض تطلعاتهم طوال حياتهم، ويؤثر على كل شيء، بدءًا من الفرص التعليمية والمهنية المستقبلية وصولًا إلى صحتهم النفسية والجسدية.

قالت مانغندا كامارا، التي شاركت في تأسيس مشروع إرشادي للمراهقات الحوامل في سيراليون: "لا تحمل الفتيات رغبةً منهن في ذلك، ولكن [بسبب] أن الفقر المدقع، فضلاً عن العنف ومستويات عديدة من الإكراه، بما في ذلك الجنس التجاري، تحد من خياراتهن".

2. لأن القدرة على الاختيار على المستوى الفردي تؤدي إلى مكاسب على المستوى العالمي.

أم تمسك بيد ابنتها في منتصف الطريق
كيهيندي أودوسوسي، 19 عامًا، مع ابنتها مايوا البالغة من العمر عامين، في لاغوس، نيجيريا. إن خلق المزيد من الفرص للنساء له آثار مضاعفة على الأجيال، مما يمهد الطريق لمزيد من المساواة والتمكين الشخصي. © ليندوكوهليسوبيكوا/صور ماجنوم لصندوق الأمم المتحدة للسكان

من الأرجح أن تحصل الفتيات والنساء المتعلمات على الرعاية الصحية، وأن يفهمن حقوقهن، وأن يتمتعن بالثقة بالنفس للتصرف بناءً على هذه الحقوق. إن خلق المزيد من الفرص للنساء له آثار مضاعفة على الأجيال المستقبلية، حيث من المرجح أن يتوقع من يشكلون القوى العاملة حاليًا، أن تندمج بناتهن في القوى العاملة مستقبليًا، مما يمهد الطريق لمزيد من المساواة وبالتالي التمكين الاقتصادي والاجتماعي والشخصي.

يمكن أن تكون تكاليف الإنجاب أثناء العمل مرهقة للنساء بشكل خاص، حيث قد يتطلب الحمل خروجًا مؤقتًا من القوى العاملة، وتقليل ساعات العمل واحتمال فقدان المهارات التي يمكن أن تثني أصحاب العمل عن الاستثمار بشكل أكبر في الموظفين. لكن أصحاب العمل يدركون بشكل متزايد أن دعم الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية يحقق مكاسب لأهدافهم الأساسية، وبالتالي لاقتصاداتهم الوطنية. وأظهرت إحدى الدراسات في كينيا أنه إذا تمت تلبية ثلثي احتياجات البلاد غير الملباة من وسائل منع الحمل الحديثة، فإن اقتصادها سوف يشهد نموا بنسبة 51٪ في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050. والنساء مثل ديانا دونتو، المديرة التنفيذية لشركة في جمهورية مولدوفا، أدلت بشهادتها عن فوائد السياسات الصديقة للأسرة مثل العمل من المنزل والحضانات في مكان العمل: "لولا هذه السياسات، كنت سأضطر إلى العثور على شركة أخرى، أو البقاء في المنزل".

3. لأن حماية الحق في اختيار الوالدية أمر ضروري لضمان المساواة بين الجنسين.

أم حامل تقف ويدها على بطنها.
ميريام كويلو في بيورا، البيرو. تجبر معايير عدم المساواة بين الجنسين النساء على الاختيار بين إنجاب الأطفال الذين يرغبون فيهم أو الحصول على المستقبل الذي يطمحون إليه. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/فاكتستوري/إنريكي كاسترو-مينديفيل

ترتبط القدرة على اختيار الأمومة ارتباطًا جوهريًا بالمساواة بين الجنسين: فعندما يتمكن الأفراد، وخاصةً النساء، من السيطرة على حياتهن الإنجابية، يصبح بوسعهن المشاركة بشكل كامل في المجتمع وممارسة حقهن في الاستقلالية الجسدية.

لكن المعايير غير المتساوية بين الجنسين تحرم النساء من الحق في اختيار ما إذا كن يردن الإنجاب وتوقيت ذلك. قالت امرأة في الأردن لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "كانت إحدى قريباتي صغيرة إلى حد ما عندما تزوجت، وتم الضغط عليها للحمل خلال السنة الأولى". وقال أحد الرجال في جمهورية تنزانيا المتحدة: "يعاني المراهقون والشباب كثيراً. وحيثُ تُمرر لهم معلومات غير دقيقة ومثيرة للخوف".

وأوضحت امرأة أخرى في إسبانيا: "إحدى الصيادلة أخبرت صديقتي أنها لا تستطيع استخدام وسائل منع الحمل الطارئة لأنها تُرضع. ولهذا السبب أنجبت طفلها الرابع".

كما أن الأعراف التي لا تساوي بين الجنسين تجبر النساء على الاختيار بين إنجاب الأطفال الذين يرغبون فيهم أو الحصول على المستقبل الذي يطمحون إليه. وتشير البيانات إلى أنه كثيرًا ما يتم إخراج النساء من سوق العمل بعد إنجاب الأطفال، مما يجبرهن على الاعتمادية أو عدم الاستقرار الاقتصادي. وعندما يبقين في عمل مدفوع الأجر، فإنهن يتحملن بشكل كبير وطأة المسؤوليات المنزلية والرعاية. قالت هيديكو، وهي موظفة في مكتب في طوكيو تبلغ من العمر 22 عامًا: "أريد أن أتزوج يوماً ما، ولكن بشروط معينة فقط. أرغب في مواصلة عملي، وسيكون عليَّ أنا وشريكي تقاسم أعباء الأعمال المنزلية وتربية الأطفال".

4. لأن النساء شخوص يتمتعن بالاستقلالية، ولسن ماكينات ولادة تؤثر على الديناميات السكانية.

أم تحمل ابنها
شانتي تحمل ابنها نيشات في منزلها في مقاطعة السند، باكستان. عدم المساواة تعني أن تنجب العديد من النساء عدد أطفال أكثر من العدد الذي يرغبنه، في حين تريد أخريات عدداً أكبر من عدد الأطفال الذي أنجبنه. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/شهزاد نوراني

نتيجة لأوجه عدم المساواة السابق ذكرها، تنجب العديد من النساء عدد أطفال أكثر من العدد الذي يرغبنه، في حين تريد أخريات عدداً أكبر من عدد الأطفال الذي أنجبنه. ومع ذلك، عندما تُثار نقاشات حول معدلات المواليد والخصوبة، غالبًا ما يتم تجاهل رغبات النساء فيما يتعلق بحجم أسرتهن.

إن خنق الخيارات الإنجابية له عواقب وخيمة على الأفراد والأسر والمجتمعات. فعدم الإنجاب غير الطوعي بإمكانه التسبب في آثار نفسية واجتماعية واقتصادية سلبية وخيمة، خاصةً عندما تندر الخيارات التي تساعد على الإنجاب. ويُقَابل عدم الإنجاب الطوعي بوصمٍ حاد. إنجاب عدد أكبر من الأطفال عما هو مقصود قد يؤدي إلى دورات لا نهائية من الفقر، ويحد من الوصول إلى التعليم، وخاصة بالنسبة للفتيات والمراهقات، وينطوي على درجة عالية من مخاطر للوفاة.

ومع ذلك، يفشل العالم في إعطاء الأولوية لتمكين النساء من صنع قراراتهن الإنجابية. ويخلص أحدث تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أنه في 69 دولة لا تزال ربع النساء غير قادرات على اتخاذ قرارات الرعاية الصحية الخاصة بهن. ربعهن لا يستطيع رفض ممارسة الجنس مع أزواجهن أو شركائهن. وما يقرب من 1 من كل 10 غير قادرات على اتخاذ قرار بشأن وسائل منع الحمل. لأول مرة، أصبح لدى صندوق الأمم المتحدة للسكان بيانات عن الاتجاهات المتعلقة بقدرة النساء على ممارسة صنع القرار بشأن صحتهن الجنسية والإنجابية، وتشير بيانات 40 في المائة من بين الـ 32 دولة التي لديها بيانات، أن استقلالية المرأة الجسدية تتضاءل بمرور الوقت.

5. لأنه يؤكد على حق الجميع في الاستقلالية الجسدية والإنجابية.

أم تبتسم، تحمل طفلها الرضيع بين يديها.
أولغا من أوكرانيا مع طفلتها إيفا في بالتي، في جمهورية مولدوفا. يرتبط الحق في اختيار الحمل بالحق في امتلاك الجسد والمستقبل، والحصول على الرعاية الصحية وتربية الأطفال في بيئة آمنة وصحية. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/سيغفريد مودولا

يرتبط الحق في اختيار الحمل بالعديد من الحقوق الأخرى: الحق في أن يكون الشخص مالكًا لجسده ومستقبله، والحق في الحصول على الرعاية الصحية، والحق في تربية الأطفال في بيئة آمنة وصحية. بالنسبة للكثيرين، لا تزال هذه الاستقلالية بعيدة المنال: قالت إحدى النساء في نيجيريا: "عند الحصول على وسيلة لتنظيم الأسرة في العيادة، لا تزال معظم الإناث بحاجة إلى موافقة شركائهن. الرجال يؤثرون على قرارات النساء". في بعض الأحيان، تكون حالة العرض مقابل الطلب هي التي تحدد مصير الأسرة. أوضح رجل في أوغندا: "في معظم الحالات، يتم تحديد خيارات وسائل منع الحمل حسب توفرها، بدلاً من الاختيار".

من ناحية أخرى، فإن دعم تمكين النساء واختياراتهن يمكن أن يعزز ازدهار جميع الناس. نرى هذا في شمول الحركات الشعبية المتنامي، وفي الروابط التي يتم تشكيلها بين الجماعات النسوية ومجتمع الميم عين ومجموعات العدالة العرقية. قالت الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "إن قطاعًا عريضًا من الأشخاص المتنوعين، من النسويات إلى مجموعات السكان الأصليين إلى الناشطين في مجال المناخ والشباب، يشير بالفعل إلى الطريق للمضي قدمًا نحو مستقبل مشترك أكثر عدلاً".

"إن مرونتنا لا تنبع من أي فرد بل تنبع من الكل الجماعي المتشابك. هذه هي قوتنا، وهي الطريقة التي سنتقدم وننجح بها – من خلال العمل معًا".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X