© صندوق الأمم المتحدة للسكان/ جادويجا فيجولا

اليوم الدولي للطفلة

11 أكتوبر 2023

عالمي

قالت الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "ينبغي أن تبدأ حياة أي طفلة بالطريقة نفسها التي تبدأ بها حياة كل إنسان: كتاب مفتوح تُسَطِر فيه قصتها. ولكن منذ اللحظة التي تولد فيها الطفلة، يُحكَم عليها بالحرمان فعلًا لمجرد كونها وُلِدَت أنثى".

والواقع أن الأرقام تحكي قصة مُنذِرة. فلقد تزوجت أكثر من 640 مليون امرأة، ممن هم على قيد الحياة اليوم، في مرحلة الطفولة. وفي العالم النامي، تبدأ واحدة من كل ثلاث نساء تقريباً في الإنجاب في مرحلة المراهقة. اثنا عشر مليون مراهقة تلد كل عام. وتنتهي حوالي 5.7 مليون حالة حمل بين المراهقات بالإجهاض، وغالبًا ما يكون في ظروف غير آمنة.

ولكن هناك قصة أخرى أيضًا. تمثل ستمائة مليون فتاة مراهقة على مستوى العالم إمكانيات للقيادة والتغيير لا حصر لها. وتشكل المراهقات قوى دافعة في خلق مجتمعات أكثر عدلاً واستدامة في المستقبل الذي نحلم به. إن دعم قيادتهن ومناصرتهن لقضايا تتراوح من صحة الدورة الشهرية إلى المعايير التمييزية بين الجنسين، يدعم حقوقهن ويحسن رفاههن ويزيد من قدرتهن على المساهمة في التغيير.

إن ضمان حصول الفتيات المراهقات على التثقيف الجنسي الشامل وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية سوف يعود بفوائد ثلاثية: فوائد ستعُم على الفتيات في الحاضر، فضلًا عن حياتهن كبالِغات في المستقبل وعلى الجيل القادم من الأطفال. إن الاستثمارات المتزايدة والموجهة ستساعد على ضمان رفاه المراهقات وضمان حقوقهن في التعليم والصحة وتكافؤ الفرص والحماية من الممارسات الضارة، مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وزواج الأطفال.

إن زواج الأطفال هو المنتج السام لعدم المساواة الاقتصادية وعدم المساواة بين الجنسين. يعتقد العديد من الآباء الفقراء أن الزواج سيؤمِّن مستقبل بناتهم. وينظر بعض الآباء إلى بناتهم على أنهن عبء أو سلعة، وهو تصور يتفاقم في أوقات الأزمات. في الأماكن التي تدفع فيها عائلة العروس مهرًا لعائلة العريس، تطلب العرائس الأصغر سنًا عادةً مهورًا أصغر، مما يخلق حافزًا للآباء لتزويج بناتهم مبكرًا. وفي الأماكن التي تدفع فيها عائلة العريس مهر العروس، قد يَقدِم الآباء الذين يعانون من ظروف صعبة على تزويج بناتهم كمصدر للدخل.

ينبغي عدم التضحية بالفتاة من أجل خلاص أسرتها الاقتصادي. دعوا الطفلة تعيش طفولتها. ليكن يوم زفاف كل امرأة ذكرى لا تُنسى للأسباب الصحيحة؛ مع انهمار الدموع فرحًا للاحتفال بالبدايات، وليس حزنًا وحدادًا على النهايات. هل نقف ثابتين على التزامنا بعدم تزويج أي فتاة قبل أن تقرر بحرية أنها راغبة في ذلك ومستعدة له؟ نحن نلتزم بذلك. 

عادةً ما تُنشأ مواقع الزفاف قبل الزواج لإعلام ضيوف حفل الزفاف بتفاصيل الحفل، بالإضافة لمشاركة الذكريات الشخصية لحياة الشريكين معًا. تهدف هذه المواقع إلى أن تكون احتفالية. لقد أنشأنا موقعًا مماثِلًا لطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات متزوجة من عريس يبلغ من العمر 31 عامًا في اليمن. وبتقويض فكرة هذه المواقع الاحتفالية من خلال استخدام قصة حقيقية تعكس رعب زواج الأطفال، فإننا نلفت الانتباه إلى محنة العديد من الفتيات في جميع أنحاء العالم ممن لا يتمتعن إلا بالقليل من الاستقلالية الجسدية أو لا يتمتعن بها على الإطلاق، وهو انتهاك لحقوقهن.

من المؤكد أن الفتيات المراهقات يواجهن العديد من أشكال التمييز والإقصاء المتقاطعة والمتعلقة بالعمر والنوع الاجتماعي والإثنية واللغة والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والحالة الاجتماعية أو حالة الهجرة والإعاقة والفقر. يؤثر العنف القائم على النوع الاجتماعي على واحدة تقريبًا من كل 4 مراهقات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا ممن سبق لهن الزواج أو كان لديهن شريك. ومن بين المراهقات اللاتي لديهن إمكانية الوصول إلى الإنترنت، تعرضت 58 في المائة منهن للتحرش أو سوء المعاملة عبر الإنترنت. ووجدت دراسة حديثة في الولايات المتحدة أن 57% من الفتيات المراهقات يشعرن بالحزن أو اليأس بشكل مستمر في عام 2021، وهو ضعف المعدل بين الأولاد وأعلى مستوى في العقد الماضي.

لدى الفتيات آمال ليحققونها، وأحلام يسعين لها. وبينما نحتفل باليوم الدولي للطفلة هذا العام، يجب علينا تكثيف الاستثمارات والخطوات التي تساعدهن في تحويل أحلامهن لحقيقة. قالت الدكتورة كانيم: "يمكن لكل فرد منا الالتزام بأن يكون حليفًا لهن ومناصرًا من أجلهن. بدلًا من تهميش أي فتاة، ينبغي تسليط الضوء عليها. وبدلًا من إسكاتها، ينبغي السماح لها بالتعبير عن رأيها بصوتٍ عالٍ، وينبغي الاستماع لما تريد قوله، وينبغي منح الفتيات فرصة من أجل رسم مصيرهن والسماح لهن بأن يصبحن قوة قادرة على إحداث تغيير إيجابي".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X