06 سبتمبر 2023

في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تتزايد احتياجات النساء والفتيات من الصحة والحماية.

تفاقم النزاع بين الجماعات المسلحة في شرق البلاد بشكل كبير، مع تصاعد العنف منذ مارس/آذار 2022. ولا يزال القتال مستمرا في دفع النزوح الجماعي، مما يؤدي إلى تفاقم واحدة من أكثر الأزمات تعقيدا وأطول أمدا في العالم.

ويقود صندوق الأمم المتحدة للسكان الجهود الرامية إلى ضمان حصول النساء والفتيات النازحات على خدمات الصحة الإنجابية والحماية. ويشمل ذلك زيادة الفرق الصحية المتنقلة والمساحات الآمنة للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتوزيع الإمدادات ونشر القابلات.

وفي مقاطعات كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وإيتوري، نزح 5.5 مليون شخص. وتشير التقديرات إلى أن 220,000 من النساء حوامل.

8 Billion
أنجبت روبونيكا مولودها في العيادة المتنقلة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مخيم بولينجو. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية/جونيور مايندو

حتى الآن في عام 2023، قامت أكثر من 31,000 امرأة بالولادة بأمان في 24 مرفقًا لصحة الأم يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، كما تدعم ثلاث عيادات متنقلة العديد من النساء خلال فترة الحمل والولادة. روبونيكا هي واحدة منهن. وبعد أن فرت من الصراع، أنجبت بأمان في عيادة متنقلة في مخيم بولينجو للنازحين داخلياً.

8 Billion
القابلة سيفا نديزي تعتني بالأم والطفل. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية/جونيور ماييندو
8 Billion
روبونيكا تبتسم لطفلها النائم الذي ولد وسط الأزمة. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية/جونيور ماييندو

تعمل القابلات المدربات مثل سيفا نديزي، التي دعمت روبونيكا، على تجنب وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها. وفي المتوسط، قد تعاني 15 في المائة من النساء الحوامل من مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، يمكن أن تهدد حياتهن دون الوصول إلى الموظفين المدربين والمرافق التي تقدم الرعاية التوليدية الطارئة.

في العيادة المتنقلة التي ولدت فيها روبونيكا، يتم تسجيل أربع ولادات في المتوسط يومياً، ولم تحدث وفيات للأمهات منذ إنشائها في فبراير 2023.

القابلات اللاتي يدعمهن صندوق الأمم المتحدة للسكان، سيفا وبيشنس وفيفي، يعملن في عيادة المخيم.
الأختان فازيري، 16 عامًا (يسار)، وإشارة، 18 عامًا، تتلقىان معلومات تتعلق بالصحة الجنسية.
تضمن الدورات الإعلامية أن تعرف النساء كيفية الوصول إلى الخدمات.

تقدم القابلات رعاية شاملة في الأزمات. وبقيامها بذلك، فإنها تشكل حرفياً شريان حياة للنساء والفتيات. وبالإضافة إلى دعم عشرات الآلاف من النساء والمراهقات خلال الولادة كل عام وتقديم الدعم الأساسي قبل الولادة وبعدها، فإن مسؤوليتهن تمتد إلى أبعد من ذلك.

فهن يقدمن خدمات تنظيم الأسرة وهن في الأغلب أول نقطة التقاء ورعاية للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. إنهن خبيرات في تهدئة النساء ويقدمن الدعم الأولي ويحولن النساء إلى العيادات التي تقدم خدمات التدبير السريري لضحايا الاغتصاب والدعم الاجتماعي والنفسي.

حين تعرضت آني*، 33 سنةـ وطفلتها المراهقة للاغتصاب تحت تهديد السلاح في معسكر بولنجو، لم تكن تعلم إلى من تتوجه للمساعدة، أو حتى أن هناك مساعدة متاحة.

بعد أن حضرت جلسة معلوماتية، تم تحويل آني إلى عيادة متنقلة تابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان حيث تلقت الدعم والمساعدة من قابلتين، سيفا وفيولين، اللتين قدمتا لها الرعاية الطبية وأرسلاها إلى منزل آمن لتلقي الدعم النفسي والاجتماعي.

8 Billion
آني وابنتها في مخيم بولينجو. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية/جونيور ماييندو

في المنزل الآمن التقت آني مع انطوانيت والتي تدعمها منذ ذلك الوقت.

بعد أن اطمأنت آني الى الدعم الذي تحصل عليه والسرية التي تحيط بتقديم ذلك الدعم، أحضرت آني ابنتها أيضا إلى العيادة المتنقلة. 

وفر المنزل الآمن للأم وابنتها – مثلهن مثل عدد لا يحصى من النساء -  شبكة من الدعم الاجتماعي.

8 Billion
أنطوانيت، مسؤولة الدعم النفسي والاجتماعي في منظمة أكشن أيد، تتحدث إلى روزين*، إحدى الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. دخل صندوق الأمم المتحدة للسكان في شراكة مع منظمة أكشن أيد لإنشاء مساحة آمنة. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان /جوناس يونس

ترتفع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بمعدل مقلق. في شمال كيفو، كان هناك ارتفاع بنسبة 91% في الشكاوى من العنف القائم على النوع الاجتماعي ما بين عامي 2021 و 2022. وفي 2023، عبر شمال وجنوب كيفو وايتوري سوف تتعرض أكثر من 313 ألف امراة وفتاة للخطر، ذلك أن الاغتصاب يستخدم بشكل روتيني باعتباره سلاح للترهيب والاخضاع.

لقد تُرك عدد لا يحصى من النساء والفتيات وحيدات بما تعرضن له من صدمات ومتعرضات للعدوى المنقولة جنسياً والحمل غير المرغوب فيه. تقول الناجيات من العنف الجنسي أنهن يشعرن بأنهن منسيات بعد عقود من الحرب التي لا تبدو لها نهاية.

لقد تأثرت اختيارات النساء والفتيات بشدة خلال هذه الأزمة. وأصبح الأمر يحتاج إلى جهد كبير من أجل مواجهة تحدي ضمان واستعادة أمان النساء واستقلالهن الجسدي. ويسعى صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى حصول النساء والفتيات على حقوقهن، لكن الأمر يحتاج إلى زيادة كبيرة في الاستثمار كي نتمكن من الوصول إلى عدد أكبر من البشر الذين يعيشون في أكثر الظروف صعوبة.

هناك طلب عاجل على وسائل منع الحمل ووسائل منع الحمل الطارئة والعلاج الوقائي بعد التعرض لفيروس نقص المناعة البشري.

هناك العديد من العوائق التي تحول دون الوصول إلى هذه الإمدادات والخدمات، بما في ذلك حقيقة أن العديد من النساء والفتيات يخشين الخروج من المنزل.

تقدم العيادات المتنقلة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان الخدمات للنساء وتوفر مساحة ترحيبية حيث يمكن للنساء التحدث بثقة مع أحد المتخصصين المدربين.

هربت بورا، 32 عاماً، من منزلها مع أطفالها الستة. وفي مخيم بولينجو، تمكنت من الحصول على خدمات تنظيم الأسرة.

8 Billion
بورا (على اليمين) تتلقى وسيلة منع الحمل المفضلة لديها بعد نصيحة من القابلة. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية/جونيور ماييندو

صافي، 23 عاماً، وموهاوي، 27 عاماً، هما أيضاً من بين عشرات الآلاف من النساء والفتيات اللاتي يدعمهن صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا العام. ومن المقرر أن تلد كلتا المرأتين خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ومن خلال الخدمات المقدمة داخل المخيم، حصلن على المشورة والفحوصات السابقة للولادة، والأهم من ذلك، أنهن يعرفن إلى أين يتجهن عندما يبدأن في المخاض.

8 Billion
تمت طمأنة موهاوي، البالغة من العمر 27 عاماً، بأن المساعدة متوفرة لها عندما تدخل في المخاض. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية/جونيور ماييندو
8 Billion
صافي، 23 عاماً، أم حامل تعيش في مخيم بولينجو. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية/جونيور ماييندو

ومن المطمئن معرفة أن القابلات وجناح الولادة في العيادة المتنقلة متاحين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وأن هناك أشخاصًا يمكن الاعتماد عليهم للحصول على الخدمات المهنية وخدمات الرعاية في وقت التوتر والخوف وعدم اليقين.

يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن يكون داعمًا لكل امرأة وفتاة. ويناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان الحصول على 18,850,000 دولار أمريكي حتى نهاية عام 2023 لتوسيع نطاق خدمات الصحة الإنجابية والحماية للوصول إلى النساء والفتيات الأكثر ضعفًا في شمال وجنوب كيفو وإيتوري. وحتى الآن، لم يتم تمويل النداء إلا بنسبة 16 في المائة. وبدون تمويل عاجل، سيستمر الوضع الكارثي للنساء والفتيات في التدهور.

8 Billion
في مركز صحي بالقرب من مخيم آخر، يُدعى بوجاري، ترى أنيثا، 35 عامًا، الجنين يتحرك داخل رحمها لأول مرة، عبر شاشة الهاتف المحمول، أثناء فحص ما قبل الولادة مع قابلة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان /جونيور ماييندو

*تم تغيير الأسماء من أجل الخصوصية والحماية.

مشاركة القصص

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X