بيان

النساء المنحدرات من أصل أفريقي ما زلن يحملن شعلة العدالة في خضم الإجحاف القائم بحقهن منذ أمدٍ طويل

29 أغسطس 2023

AR

بيان المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم، في اليوم الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي 2023

تشكل النساء المنحدرات من أصل أفريقي جزءاً من إرثٍ استثنائي. وقُدن حركاتٍ لإنهاء العبودية ودعم الحقوق الأساسية لأنفسهن وأسرهن ومجتمعاتهن.

ولم تتخل النساء المنحدرات من أصل أفريقي أبداً عن السعي لتحقيق المساواة والعدالة والاعتراف. وهُن مناصراتٌ لا يتوقفن عن العمل لتحقيق هذه الغايات، إذ يعشن واقعاً يشهد أشكالاً متقاطعة من التمييز. ومن خلال مطالبتهن بحقوقهن غير القابلة للتصرف، فإنهن يساهمن في بناء مجتمعاتٍ أكثر عدلاً وشمولاً.

ويمثل اليوم الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي فرصة للاعتراف بمساهماتهم تجاه العالم، وتجديد الدعوة لتعزيز حقوق الإنسان لضحايا العبودية وحماية تلك الحقوق.

وهو أيضاً فرصة لدراسة التبعات الخطيرة للعنصرية الممنهجة والتمييز على أساس النوع الاجتماعي وعوامل أخرى مستمرّة في تقويض قدرة النساء المنحدرات من أصل أفريقي، ودفعهن إلى مزيدٍ من الفقر وتدهور أوضاعهن الصحية على نحو غير متكافئ.

تكشف بياناتُ جديدة صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء والفتيات المنحدرات من أصل أفريقي في جميع أنحاء الأمريكيتين يعانين من الحرمان الممنهج من الرعاية الجيدة وسوء المعاملة والإيذاء في القطاع الصحي، مما يؤدي إلى آثارٍ مميتة. وفي الولايات المتحدة، تزيد احتمالية تعرض النساء والفتيات المنحدرات من أصل أفريقي للوفاة بمعدل ثلاث مرات، أثناء الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، مقارنةً بغير المنحدرات من أصل أفريقي؛ وفي سورينام، يزيد احتمال حدوث ذلك بمقدار مرتين ونصف؛ بينما تزيد الاحتمالية بمقدار 1.6 مرات في البرازيل وكولومبيا.

ويمكن الوقاية من هذه الوفيات في الغالب. ويمكننا إنهاء العنصرية والتمييز على أساس النوع الاجتماعي اللذان يغذيان أنماط الإيذاء والإهمال التي تودي بحياة الكثيرين. وبوسعنا أن نستأصل التمييز المتأصل الذي لا يزال راسخاً في المناهج الطبية وأماكن تقديم الخدمات الصحية، وفي خيارات السياسات المقصرة في تقديم الأموال والموظفين والمعدات للمجتمعات المنحدرة من أصل أفريقي في كل مكان.

وللتغلب على هذه العوائق، نحتاج إلى بيانات مصنفة حسب العرق. ولأن معظم البلدان تعتمد فقط معدلات وفيات الأمهات؛ فإن البيانات التي تُظهر مدى اختلاف المعدلات بين الأعراق المختلفة تكون شحيحة جداً وغير كافية. وفي الأمريكيتين، على سبيل المثال، يجمع 11 بلداً فقط من أصل 35 بلداً إحصاءاتٍ عن وفيات الأمهات حسب العرق.

نجح أحد برامج القبالة المجتمعية الرائدة في كولومبيا، بارتيرا فيتال، في خفض وفيات الأمهات إلى الصفر، من خلال السعي إلى فهم الاحتياجات والاستجابة لها في منطقة يقطنها سكان كولومبيون من أصل أفريقي وسكان أصليون. ومن خلال دعم الخدمات التي تلبي احتياجات النساء والفتيات وتفضيلاتهن، يمكننا تحقيق نتائج قوية.

يلعب صندوق الأمم المتحدة للسكان دوراً عالمياً رائداً في تحسين الرعاية الصحية وتحقيق العدالة والتنمية للسكان المنحدرين من أصل أفريقي، وخاصةً النساء والفتيات. ونعمل على تسريع التحسينات في البيانات، حتى تتمكن البلدان من اتخاذ إجراءاتٍ تصحيحية عاجلة. ورغم أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، فنحن لن نستسلم أبداً.

سنواصل العمل مع الشركاء، لرفع مستوى المجتمعات المهمشة، وإنهاء العنصرية والتمييز بجميع أشكاله، حتى تشرق الشمس ذات يومٍ على عالمٍ يمكن الجميع من التمتع بكافة الحقوق والخيارات بمن فيهم المنحدرين من أصل أفريقي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X