العنف ضد النساء والفتيات هو من أكثر الانتهاكات شيوعاً لحقوق الإنسان في العالم. وهو عنف لا يعرف حدوداً اجتماعية ولا اقتصادية ولا وطنية. وتشير التقديرات العالمية إلى أن امرأة من بين كل ثلاث نساء سوف تتعرض للانتهاك البدني أو الجنسي خلال حياتها. العنف القائم على النوع الاجتماعي يقوّض الصحة والكرامة والأمان والاستقلالية لدى ضحاياه، ومع ذلك يظل ملتحفاً بثقافة الصمت التي تداريه. 

صندوق الأمم المتحدة للسكان، بصفته وكالة رائدة في العمل على الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والحد منه، يدعم البرامج في أكثر من 150 دولة وإقليمًا في جميع أنحاء العالم في الأوضاع الإنسانية والسلام والتنمية.

Topic summary

حجم المشكلة

رغم أن العنف القائم على النوع الاجتماعي لا يقتصر على العنف ضد النساء والفتيات، إلا أنه وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية (WHO) لعام 2021، تتعرض امرأة من بين كل ثلاث نساء تقريبًا، أو ما يقرب من 736 مليون امرأة، لعنف الشريك الحميم، أو العنف الجنسي من طرف غير الشريك أو كليهما مرة واحدة على الأقل في حياتهن. ولا يشمل ذلك مقتل امرأة كل 11 دقيقة على يد شريكها (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، 2020)

يبدأ العنف في وقت مبكر من حياة النساء. من بين أولئك اللاتي كن في علاقة، تعرضت ما يقرب من 1 من كل 4 فتيات مراهقات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا (24 في المئة) للعنف الجسدي و / أو الجنسي من الزوج أو الشريك الحميم. تُظهر لوحة المعلومات الجغرافية عن عنف الشريك الحميم التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان بيانات انتشار عنف الشريك الحميم في 119 دولة وإقليمًا حول العالم، مصنفة حسب الموقع والعمر والتعليم والإقامة والتوظيف والثروة. (لوحة المعلومات الجغرافية عن عنف الشريك الحميم هي لوحة المعلومات الوحيدة المتاحة التي تحتوي على بيانات على المستوى دون الوطني لدعم تحليل أكثر تفصيلاً، تم نشره في أوائل عام 2021.)

دول ذات أعلى معدل انتشار (بالنسبة المئوية) لعنف الشريك الحميم (صندوق الأمم المتحدة للسكان، 2020)

ينتشر العنف في جميع الأماكن التي تشغلها النساء - بما في ذلك المساحات الرقمية. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على فهم كيفية ظهور العنف الذي تسهله التكنولوجيا وفي جعل جميع الأماكن آمنة وخالية من العنف. في جميع أنحاء العالم، تشير بيانات وحدة التحالف الاقتصادي إلى أن 38 في المئة من النساء اللائي لديهن إمكانية الوصول إلى الإنترنت قد تعرضن شخصيًا للعنف عبر الإنترنت. أظهرت الأبحاث التي أجرتها منظمة بلان إنترناشونال بين الشابات والفتيات أن 58 في المئة من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و25 عامًا قد تعرضن للتحرش عبر الإنترنت.

alt=""

تأثير العنف القائم على النوع الاجتماعي

عندما تتعرض المرأة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، يكون لذلك عواقب قصيرة وطويلة الأجل على صحتها الجسدية، والعقلية، والجنسية، والإنجابية. إن الإصابات والحمل غير المقصود والعدوى المنقولة جنسياً واضطرابات أمراض النساء، فضلاً عن القلق والاكتئاب واضطراب كرب ما بعد الصدمة وحتى إيذاء النفس ليست سوى بعض آثار العنف التي قد تواجهها الناجيات. على سبيل المثال، تتعرض الناجيات من عنف الشريك الحميم لخطر مضاعف للإجهاض العمدي، كما أنهن أكثر عرضة بنسبة 50 في المئة للإصابة بعدوى منقولة عن طريق الاتصال الجنسي أو فيروس نقص المناعة البشري. 

لا يشكّل العنف القائم على النوع الاجتماعي انتهاكاً لحقوق كل امرأة وفتاة فحسب؛ بل إن إفلات مرتكبيه من العقاب والخوف المتولد من أفعالهم لهما تأثير في جميع النساء والفتيات. ولهذا أثره الشديد أيضاً على المستوى العالمي، إذ يقلّص مساهمات النساء والفتيات الممكنة في جهود التنمية الدولية والسلم الدولي والتقدم على مستوى العالم.

جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي في سياقات العمل الإنساني وبناء السلام والتنمية في أكثر من 150 دولة ومنطقة حول العالم. في عام 2020 وحده، استثمر صندوق الأمم المتحدة للسكان أكثر من 223 مليون دولار في مجال القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة.

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالشراكة مع المنظمات والشبكات والحركات النسائية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني والحكومات والمعاهد الأكاديمية والبحثية وشركاء آخرين، لدعم التدخلات لإنهاء العنف ضد النساء بما في ذلك من خلال برامج الوقاية وتقديم الخدمات والسياسات، والقوانين، والبيانات، والبحث.

التعامل مع العنف القائم على النوع الاجتماعي

يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان الاستجابات الشاملة التي تركز على الناجين في الأوضاع الإنسانية والإنمائية من خلال الخدمات عالية الجودة في المجالات الصحية والاجتماعية والعدالة. يتمثل جوهر نهج صندوق الأمم المتحدة للسكان في الحق في الأمان والسرية وعدم التمييز وتقرير المصير لجميع الناجيات. 

يتم توفير استجابة رئيسية واحدة من خلال دمج الخدمات للناجيات في البرامج والسياسات والمناصرة بشأن الصحة الجنسية والإنجابية. نظرًا لأن الخدمات الصحية هي من بين الأماكن الأولى التي تسعى إليها الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي طلبا للمساعدة، يستغل صندوق الأمم المتحدة للسكان هذه الفرصة الحاسمة للوصول إلى النساء والفتيات المتضررات، حيث تتم إحالة أولئك اللاتي يحتجن إلى الدعم إلى مجموعة واسعة من المساعدات، بما في ذلك الخدمات والإمدادات الطبية المنقذة للحياة، والمساعدات النقدية أو العينية، وحزم الكرامة، والخدمات النفسية والدعم القانوني.

يلعب صندوق الأمم المتحدة للسكان كذلك دورًا في وضع معايير رعاية محترمة تركز على الناجيات. ودائمًا ما يدعم عملها ويتماشى مع خدمات الأمم المتحدة الأساسية المشتركة للنساء والفتيات المعرضات للعنف والمعايير الدنيا المشتركة بين الوكالات بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي في برامج الطوارئ. صندوق الأمم المتحدة للسكان هو الوكالة الرائدة المفوضة من اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات والمعنية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في حالات الطوارئ التي تقود مجال مسؤولية العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهو المنتدى العالمي للتنسيق بشأن منع العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتخفيف المخاطر والاستجابة في الأوضاع الإنسانية.

الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي

في إطار جهوده لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تغيير المعايير والأعراف الاجتماعية الضارة حول النوع الاجتماعي والتي تكرس لعدم المساواة بين الجنسين. على سبيل المثال، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الرجال والفتيان لتعزيز الذكورية الإيجابية بهدف ضمان المساواة بين الجنسين وإنهاء العنف والممارسات الضارة ضد النساء والفتيات تحت إشراف ومحاسبة الحركات النسوية. 

كما يستخدم صندوق الأمم المتحدة للسكان التثقيف الجنسي الشامل كاستراتيجية وقائية أولية لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، لأنه يساعد المراهقين على تنمية المواقف والقيم الإيجابية التي تراعي المساواة بين الجنسين، والتي ترتبط بالحد من العنف، وإقامة علاقات صحية وعادلة وخالية من العنف، حيث يمكن أن يكون لهذا التدخل المبكر آثار طويلة الأمد على حياة النساء والرجال.

دعم القوانين والسياسات

العنف القائم على النوع الاجتماعي هو انتهاك لحقوق الإنسان وهو نتيجة للتمييز الهيكلي المتجذر، والذي يتطلب تدابير وإصلاحات تشريعية وإدارية ومؤسسية، بما في ذلك القضاء على القوالب النمطية للجنسين.

يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان الحكومات في تنفيذ الاتفاقيات الدولية بما في ذلك المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (ICPD)، وأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وبرنامج عمل عام 2030، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)، وخطة عمل بكين. وقد ساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان في تعزيز السياسات الوطنية وأطر المساءلة والأطر المعيارية القانونية، بما في ذلك القوانين المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.

قياس حجم المشكلة

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضًا على نطاق واسع في جمع البيانات وتوليد الأدلة لفهم مدى انتشار ووقوع وتأثير العنف القائم على النوع الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، في عام 2016، أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية مبادرة بيانات معرفية عن العنف ضد النساء (kNOwVAWdata) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبدعم من مبادرة تسليط الضوء المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان الآن بتوسيع نطاق مبادرة kNOwVAWdata لتشمل ثلاث مناطق أخرى. توفر هذه المبادرة دعمًا تقنيًا عالي الجودة وبناء القدرات من أجل جمع الأدلة مع مراعاة الجانب الأخلاقي لذلك، فضلاً عن الدعم في ترجمة هذه البيانات إلى سياسات قائمة على الأدلة.  

كذلك يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان نظام إدارة معلومات العنف القائم على النوع الاجتماعي (GBVIMS) ، والذي يُستخدم في حالات الأزمات، إضافة إلى نسخة من هذا النظام مُكيَّفة لإعدادات التنمية (+GBVIMS). تتيح هذه الأنظمة جمع وتخزين وتحليل ومشاركة البيانات التي يبلغ عنها الناجون بشكل آمن.

صندوق الأمم المتحدة للسكان هو أيضًا شريك في صندوق الأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد النساء، وهو آلية عالمية لتقديم المنح تستثمر في مبادرات منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم وتهدف إلى إنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال الوقاية والقانون وتنفيذ السياسات والوصول إلى الخدمات الأساسية للناجيات. ويشارك صندوق الأمم المتحدة للسكان، مع اليونيسف، في قيادة البرنامج المشترك للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ،والبرنامج العالمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف لتسريع العمل من أجل إنهاء زواج الأطفال.

تاريخ التحديث 28 يونيو/حزيران 2022

العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا: تهديد متزايد

المعطيات

SDG Indicator 5.2.1 Intimate Partner Violence

Intimate Partner Violence National Level (%)
<3 3-12 12-22 22-33 >33

The designations employed and the presentation of material on the map do not imply the expression of any opinion whatsoever on the part of UNFPA concerning the legal status of any country, territory, city or area or its authorities, or concerning the delimitation of its frontiers or boundaries. Due to coding limitations the wording across the indicators is standard, both in the global page and the individual country pages. The wording is applied homogeneously to all reporting offices and is by no means an endorsement or statement of recognition of sovereignty. A dotted line represents approximately the Line of Control in Jammu and Kashmir agreed upon by India and Pakistan. The final status of Jammu and Kashmir has not yet been agreed upon by the parties.

A dispute exists between the Governments of Argentina and the United Kingdom of Great Britain and Northern Ireland concerning sovereignty over the Falkland Islands (Malvinas).

لا تعبّر الحدود والأسماء الواردة في هذه الخريطة والتسميات المستخدمة فيها عن الموافقة الرسمية أو القبول الرسمي للأمم المتحدة.