لقد أصبح جيل الشباب اليوم هائل الحجم تماماً: فهناك نحو 1.8 مليار نسمة تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 24 عاماً. ومعظمهم يعيشون في البلدان النامية، وغالباً ما يشكلون شريحة ضخمة من السكان. ومدى حُسن تعاملهم مع مرحلة المراهقة لن يُحدّد مسار حياتهم فحسب، بل مسار العالم أجمع. ومع ذلك، يتعذر على شباب كثيرين المشاركة بشكل كامل في المجتمع، حيث يعيش 175 مليون منهم في البلدان منخفضة الدخل ويعجزون عن قراءة جملة تامّة. ومن ضمن الفئة العمرية 15 إلى 24 عاماً هناك ما يقرب من 500 مليون منهم يعيشون بأقل من دولارين يومياً، فضلاً عن أكثر من 73 مليون معطلين عن العمل. بل أن العقبات التي تعيق الفتيات عن المشاركة الكاملة أكثر من ذلك. لكن التمكين وإتاحة الفرص المناسبة يجعل من الشباب عناصر فعّالة دافعة للتغيير. يبني صندوق الأمم المتحدة للسكان شراكات مع الشباب بغية مساعدتهم في المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر عليهم، ويعمل على تعزيز قدراتهم على النهوض بحقوق الإنسان والتقدم في قضايا التنمية – مثل الصحة والتعليم والتوظيف.

Topic summary

إيلاء الأولوية لفئات المراهقين والشباب

طالبات في باماكو، مالي. © صور الأمم المتحدة / ماركو دورمينو

كثيراً ما يستبعد الشباب على أيدي صناع القرار – وهو ما يضر بالشباب وبأجيال المستقبل.

لتمكين الشباب وتنمية قدراتهم ليصبحوا فاعلين في إحداث التغيير يسعى صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى:

  • فهم الظروف التي تواجهها فئات المراهقين المهمشين الأكثر ضعفا من خلال الاستعانة ببيانات التعدادات السكانية، والمسوح الديمغرافية والصحية، وغيرها من المصادر؛
  • الجمع بين الحكومات والمجتمع المدني والمانحين والقطاع الخاص والمنظمات ذات القيادات الشبابية بغية مناصرة التوسع في الاستثمار في الشباب باعتبار ذلك من أولويات التنمية؛
  • بناء مهارات القيادات الشابة وإشراك الشباب والمنظمات ذات القيادات الشبابية في صنع السياسات ووضع البرامج؛
  • دعم المنظمات المستقلة الفعالة باستدامة ذات القيادات الشابة؛ لا سيما فئات المراهقين المهمشين، من أجل مناصرة حقوقهم الإنسانية وأولوياتهم التنموية.

مقعد على طاولة القرار

يشكّل تعزيز القيادة والمشاركة بين الشباب جانباً رئيسياً في عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان. فجهودنا تسعى إلى تمكين الشباب من اكتساب المهارات والمعارف والدعم اللازم لاتخاذ قرارات مستنيرة حيال أجسامهم وحيواتهم وأسرهم، ومجتمعاتهم، وبلدانهم وعالمهم.

يحرص صندوق الأمم المتحدة للسكان على إشراك الشباب في عمله، ويدعو إلى مشاركة الشباب في عمل الآخرين. وعلى نحو مماثل من الأهمية يُقدّم صندوق الأمم المتحدة للسكان دعماً مالياً وتقنياً للمراهقين والشباب العاكفين على بناء الشبكات والمنظمات بغية مناصرة حقوقهم الإنسانية. لذا تولى الأولوية لإدماج الشباب من مختلف المشارب والهويات، لا سيما الفئات المحرومة والمهمشة.

كذلك يعزز صندوق الأمم المتحدة للسكان المشاركة الفعالة للشباب في المحافل الدولية التي تناقش القضايا المتعلقة بهم. ولطالما كان كثير من الشبكات الشبابية التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان من المناصرين الفعالين لقضايا الشباب في المنتديات الدولية والإقليمية.

شبكة الأقران الشباب

تُعرَف هذه الشبكة باسم Y-Peer، وهي مبادرة رائدة وشاملة يقودها شباب من أجل الشباب، وتحظى بدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتضم أكثر من 500 مؤسسة غير ربحية ومؤسسة حكومية. وتشمل عضويتها الآلاف من الشباب العاملين في مجالات كثيرة – بما في ذلك المجالات المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية للمراهقين.

كما تحرص شبكة النظراء على بناء الشراكات بين الشباب والبالغين عبر مناصرة السياسات والخدمات، مثل: الاستراتيجيات الوطنية لتنمية الشباب؛ والمزيد من إتاحة المعلومات والمعارف والخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية؛ ومشاركة الدروس المستفادة عبر الحدود وبين الثقافات.

تُصمَّم شبكات النظراء القُطرية بواسطة الشباب ومن أجلهم. وتتألف الشبكة، الآخذة في التوسع باستمرار، من الشباب من وسط وشرق أوروبا، ووسط آسيا، والشرق الأوسط، وشمال وشرق أفريقيا. وقد توسعت الشبكة في الآونة الأخيرة لتصل إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

التركيز على المراهقات

قلّما تجد الفتيات والشابات فرصاً للتصرف بصفة قائدات أو مناصرات. فهناك أكثر من 500 مليون مراهقة يعشن حالياً في بلدان نامية، وواحدة من بين كل ثلاث منهن تزوّجت قبل بلوغها سنّ 18.

وفي البلدان الأقل تنمية وتقدماً نجد أن 63 في المائة فقط من الفتيات يكملن التعليم الأساسي، و29 في المائة فقط منهن يلتحقن بالتعليم الثانوي. كما تواجه الفتيات والشابات مخاطرا شديدة من حيث سوء الصحة الجنسية والإنجابية بسبب الخضوع للعنف أو الاستغلال.

لذلك، يشجع صندوق الأمم المتحدة للسكان المشاركة والقيادة بين الفتيات المهمشات عبر برامج متنوعة، منها مبادرة العمل من أجل المراهقات. وتعني هذه المبادرة بالربط بين الفتيات والموارد والفرص، وبناء قدراتهن على الفعالية بما يتيح لهن حماية أنفسهن. وفي إطار تلك المبادرة التي باتت حاضرة في 15 بلداً، تشارك فتيات كثيرات في الحوارات المجتمعية للإعراب عن بواعث قلقهن وأفكارهن حيال القضايا المؤثرة فيهن. وقد برز بعضهن في دور المؤازرات في مجتمعاتهن، وصرن يجاهرن بمناهضة الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال ومناصرة حقوق الإنسان.

الشباب وأهداف التنمية المستدامة

إنّ العدد غير المسبوق لفئات المراهقين الذين يعيشون في العالم اليوم -لا سيما في البلدان الأشد احتياجاً إلى التنمية- يعني أن هذا الجيل سيُوجِّه إلى حد كبير مخرجات كل أهداف التنمية المستدامة. وهي ذات الفئات التي ستعيش في ظل تلك المخرجات والنتائج. وبالتالي فإنّ الاستثمار في تعليمهم وصحتهم وسُبل عيشهم وفي المنظمات والمبادرات والشراكات ذات القيادة الشبابية إنما هو استثمار بالغ الأهمية من أجل تحقيق كل هدف من تلك الأهداف.  

تاريخ التحديث 30 آب/أغسطس 2017.